ما هى العلاقة بين اللحوم الحمراء والاورام الخبيثة ؟

تجدر الإشارة إلى أن الوكالة الدولية لبحوث السرطان، أدرجت اللحوم الحمراء ومنتجاتها في قائمة المواد المسرطنة، استنادا إلى النتائج التي توصل إليها 22 خبيرا يمثلون عشرة بلدان، درسوا في أكتوبر عام 2015 نتائج عشرات الدراسات العلمية وملايين العينات، وتوصلوا إلى رأي موحد يفيد بأن اللحوم الحمراء ومنتجاتها خطرة على الصحة. ووفقا لحساباتهم، تناول 50 جراما من اللحوم الحمراء المصنعة في اليوم يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 18%. وكذلك يزيد من خطر إصابة الرجال بسرطان البنكرياس والبروستات. 

ولكن علماء البيولوجيا البرازيليون والأمريكيون، يعتقدون أن السكر البسيط N-Glycolylneuraminic acid (Neu5Gc)، الموجود في اللحوم الحمراء، يمكن أن يرتبط بالسكر الموجود في جسم الإنسان ويصبح جزءا من الخلايا. وهذه الخلايا تعتبرها منظومة المناعة أجساما غريبة، وتبدأ عملية الالتهاب، ما يزيد من خطر تطور السرطان.

وقد أكدت دراسات أجراها علماء جامعة ليدز البريطانية عام 2018، على أن الأشخاص الذين يتناولون الأسماك والدواجن بدلا من اللحوم الحمراء، نادرا ما يصابون بالسرطان. كما أنه وفقا لحسابات علماء من فرنسا وبريطانيا، يزداد احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 20% بين الذين يتناولون 76 غراما من اللحوم الحمراء يوميا، مقارنة بالذين يتناولون 20 غراما فقط.

وفي أكتوبر عام 2019، نشرت مجلة Annals of Internal Medicine مجموعة مقالات تفيد بأن خطر اللحوم الحمراء ومنتجاتها مبالغ فيه كثيرا. لأنه على الأقل لم تجد أي من التحليلات الأربعة التي أجريت- عند النظر في نتائج عدة دراسات  حول نفس الموضوع - أن هذا المنتج مرتبط بالسرطان أو بأمراض القلب والأوعية الدموية.

فقد حلل علماء الأورام بيانات 105 دراسات شارك فيها أكثر من ستة ملايين شخص، بينهم أكلة أكثر من خمس وجبات لحوم في اليوم، ونباتيون ومن يأكل اللحم مرتين في اليوم، وقد تراوحت مدة المتابعة 2-34 سنة.

واتضح للباحثين، أن معدل الإصابات بسرطان القولون والثدي والبروستات بين أكلة اللحوم ومنتجاتها لم يكن أكثر من بين الذين لا يتناولون اللحوم أو يتناولونها بصورة محدودة. كما لم يجدوا علاقة ذات دلالة إحصائية بين تناول اللحوم وخطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب وأمراض القلب.

وحصل الفريق الثاني، على نتائج مماثلة بعد دراسته لنتائج 61 دراسة سابقة، شملت 4 ملايين شخص.

ويشير الفريق الثالث، إلى أنه لم يكتشف انخفاض خطر الإصابة بالسرطان نتيجة الامتناع نهائيا عن تناول اللحوم ومنتجاتها. وهذا يعني يمكن الاستمرار بتناول اللحوم ومنتجاتها، دون خوف من عواقبها للصحة.

وقد أثارت المقالات التي نشرتها Annals of Internal Medicine بهذا الخصوص غضبا وانتقادات شديدة من جانب جمعية القلب الأمريكية وجمعية السرطان الأمريكية وكلية هارفرد للصحة العامة، مشيرة إلى أن نشر مثل هذه المقالات تقوض مصداقية علم التغذية والبحوث العلمية.

ويمكن أن نشير إلى أن علماء جامعتي نورث وسترن وكورنيل الأمريكيتين اكتشفوا أن تناول حصتين من اللحوم الحمراء أو منتجاتها أو الدواجن أسبوعيًا (مع الرفض الكامل للأسماك) تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 3-7 % ، وخطر الموت من جميع. الأسباب بنسبة 3%.

المصدر: نوفوستي