قد تعتقد أن مطالبة اليابانيين زوار بعض مدنهم السياحية بعدم تناول الطعام في شوارعها يعود لأسباب بيئية فقط، إلا أن دوافع اليابانيين أكثر بل وربما أغرب من ذلك.
أصدرت مدينة كاماكورا اليابانية مرسوماً تطلب فيه من زائري المدينة عدم تناول الطعام أثناء السير في شوارعها لتجنب بقايا الطعام وإلقاء المواد المستخدمة لتغليفه، ما يضطر سكان المدينة لاحقاً إلى تنظيفه. وإذا سرت في شوارع المدينة، التي تعد من المقاصد السياحية في اليابان لمعابدها الشهيرة وشواطئها الساحرة، ستجد المرسوم مُعلقاً في كل مكان.
إلا أن المكان المُستهدف تحديداً بالمرسوم في مدينة كاماكورا هو شارع كوماتشي دوري التجاري، حيث يوجد العديد من المطاعم اليابانية. فوفقاً لموقع "اليابان اليوم"، يتراوح عدد مرتادي الشارع ما بين 50 إلى 60 ألف شخص في اليوم الواحد.
وأوضح ممثل عن المدينة اليابانية لموقع "سي إن إن" الإخباري الأمريكي أن الهدف من الحملة هو رفع الوعي بالمشكلة وليس فرض غرامات مالية على زوار المدينة. ويخشى اليابانيون من أن فرض عقوبات ربما يؤدي إلى إبعاد السياح، ولهذا فإن أحد الأسباب التي يحاولون من خلالها إقناع الزوار بعدم تناول الطعام في الشارع هو التخويف من إمكانية تلويث ملابس الآخرين.
وتمتد معاناة اليابان مع ما يتسبب فيه السياح من تلوث بتناولهم الطعام في الشارع لمدن أخرى، مثل مدينة كيوتو التي استقبلت 30 في المائة من إجمالي زوار اليابان عام 2017، وفقاً لإحصائيات الحكومة اليابانية.
وتشتهر مدينة كيوتو بسوق نيشيكي، المعروف بتقديمه الطعام التقليدي منذ 400 عام. وطلب اتحاد الأسواق العام الماضي من المطاعم بالسوق وضع لافتات تحث على عدم تناول الطعام أثناء السير.
كما لا تقتصر مشكلة اليابانيين مع تناول الطعام في الشارع على مخلفات الطعام فقط، حيث يعتبرون أن تناول الطعام أثناء السير أو القيام بأي نشاط آخر سلوك سيء لأنه إشارة إلى عدم تقدير الطعام، وهي عادة اكتسبها اليابانيون منذ الحرب العالمية الثانية، حيث ندر حينها الطعام في اليابان وتحول لأمر لا بد من تقديره وعدم التعامل معه بتهاون.
المصدر: DW