كشف باحثون أمريكيون أن النساء الحوامل اللاتي يشربن حتى كمية معتدلة من الكافيين يخاطرن بولادة طفل صغير الحجم.
ووجدوا أن النساء الحوامل اللائي تناولن ما يعادل نصف كوب من القهوة يوميا في المتوسط كان لديهن أطفال أصغر قليلا من النساء الحوامل اللائي لم يتناولن المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
ويمكن أن يؤدي صغر حجم المواليد إلى زيادة خطر إصابة الأطفال بالسمنة وأمراض القلب والسكري في وقت لاحق من حياتهم.
وينصح الخبراء النساء الحوامل بالابتعاد تماما عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة الغازية مثل "ريد بول".
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إن النساء الحوامل يمكنهن شرب الكافيين، ولكن ليس أكثر من 200 ملغ في اليوم، وهو عبارة عن مادة الكافيين التي تحصل عليها في كوبين من القهوة سريعة التحضير.
لكن الفريق الأمريكي من الباحثين وجد انخفاضا في حجم وكتلة الجسم للرضع الذين تستهلك أمهاتهم أقل من هذه الكمية.
ويُعتقد أن الكافيين يتسبب في انقباض الأوعية الدموية في الرحم والمشيمة، ما قد يقلل من إمداد الجنين بالدم ويثبط النمو.
ويمكن أن يؤدي أيضا إلى تعطيل هرمونات الإجهاد لدى الجنين، ما يعرض الأطفال لخطر زيادة الوزن بسرعة بعد الولادة والسمنة في وقت لاحق من العمر وأمراض القلب والسكري.
وقادت كاثرين غرانتز الدراسة في معهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية بالولايات المتحدة. وقالت: "إلى أن نتعلم المزيد، تشير نتائجنا إلى أنه قد يكون من الحكمة الحد من المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو التخلي عنها أثناء الحمل ومن الجيد أيضا أن تستشير النساء أطباءهن حول استهلاك الكافيين أثناء الحمل".
وربطت الدراسات السابقة بين استهلاك الكافيين المرتفع (أكثر من 200 ملغ من الكافيين يوميا) أثناء الحمل وكون الأطفال أصغر حجما بالنسبة لعمر الحمل (في مرحلة معينة من الحمل).
كما تم ربط تناول كميات كبيرة من الكافيين بخطر تقييد النمو داخل الرحم (IUGR)، عندما لا ينمو الجنين كما هو متوقع، في دراسة سابقة.
ومع ذلك، فقد أسفرت الدراسات التي أجريت على الاستهلاك اليومي المعتدل للكافيين (200 ملغ أو أقل) أثناء الحمل عن نتائج مختلطة.
ووجد البعض مخاطر عالية مماثلة لانخفاض الوزن عند الولادة ونتائج ولادة سيئة أخرى، بينما لم يجد آخرون مثل هذه الروابط.
ولاحظ مؤلفو الدراسة الحالية أن العديد من الدراسات السابقة لم تأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على حجم المواليد، مثل التباين في محتوى الكافيين في المشروبات المختلفة وتدخين الأم أثناء الحمل.
ومن أجل دراستهم، قام المؤلفون بتحليل بيانات أكثر من 2000 امرأة في 12 موقعا إكلينيكيا تم تسجيلهن من 8 إلى 13 أسبوعا من الحمل. وكانت النساء غير مدخنات ولم يكن لديهن أي مشاكل صحية قبل الحمل.
ومن الأسبوع العاشر إلى الثالث عشر من الحمل، قدمت النساء عينة دم تم تحليلها لاحقا لمعرفة الكافيين والبارازانتين، وهو مركب ينتج عندما يتحلل الكافيين في الجسم.
كما أبلغن عن استهلاكهن اليومي للمشروبات المحتوية على الكافيين (القهوة والشاي والصودا ومشروبات الطاقة).
وبالمقارنة مع الأطفال المولودين لنساء ليس لديهن مستويات كافيين في الدم أو ليس لديهن مستويات منخفضة من الكافيين في الدم، كان الأطفال المولودون لنساء لديهن أعلى مستويات الكافيين في الدم عند التسجيل، أخف بمعدل 84 غ عند الولادة.
وكان المولودون أيضا أقصر بمقدار 0.44 سم، وكان محيط الرأس أصغر بمقدار 0.28 سم.
واستنادا إلى تقديرات النساء الخاصة بالمشروبات التي شربنها، فإن أولئك الذين تناولوا نحو 50 ملغ من الكافيين يوميا (ما يعادل نصف كوب من القهوة) كان أطفالهن أخف وزنا بنحو 66غ من الأطفال المولودين لغير مستهلكات الكافيين.
وبالمثل، فإن الأطفال الذين يولدون لمستهلكات الكافيين لديهم أيضا محيط فخذ أصغر بمقدار 0.32 سم.
يقول الفريق في ورقتهم المنشورة في JAMA Network Open: "تشير نتائجنا إلى أن استهلاك الكافيين أثناء الحمل، حتى بمستويات أقل بكثير من 200 ملغ يوميا من الكافيين قد يكون مرتبطا بانخفاض نمو الجنين".
المصدر: Daily Mail