خطر ينذر بفقدان الأرض مساحات زراعية واسعة بسبب سلوك البشر

أفاد بحث نُشر،الاثنين، بأن ثلث الأراضي الزراعية على كوكب الأرض معرضة "لخطر كبير"، من جراء التلوث بالمبيدات الحشرية وتحديدا من بقايا المكونات الكيميائية التي يمكن أن تتسرب إلى إمدادات المياه وتهدد التنوع البيولوجي.

ارتفع استخدام مبيدات الآفات على مستوى العالم مع توسع الإنتاج الزراعي، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن الأضرار البيئية ودعوات لخفض الاستخدام الكيميائي الخطير.

وضع الباحثون في أستراليا نموذجا لمخاطر التلوث في 168 دولة مع بيانات حول استخدام 92 مكونا نشطا من مكونات المبيدات، ووجدوا "خطر تلوث عالمي واسع النطاق بمبيدات الآفات"، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".

وسلط الباحثون الضوء على العديد من النظم البيئية المعرضة للخطر بشكل حاد في جنوب أفريقيا والصين والهند وأستراليا والأرجنتين، والتي تعد حلقة الوصل بين مخاطر التلوث العالية وندرة المياه العالية والتنوع البيولوجي المرتفع.

وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Nature Geoscience" العلمية، أن 64% من الأراضي الزراعية العالمية – نحو 24.5 مليون كيلومتر مربع (9.4 مليون ميل مربع) - كانت معرضة لخطر التلوث بالمبيدات الحشرية من أكثر من عنصر نشط واحد، و31% تواجه مخاطر عالية.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة فيونا تانغ، من كلية الهندسة المدنية بجامعة سيدني:

إنه أمر مهم لأن التلوث المحتمل واسع الانتشار، كما أن بعض المناطق المعرضة للخطر تعاني أيضا من تنوع بيولوجي عالي وتعاني من ندرة المياه.

وأضافت أن هناك عددا من العوامل التي من شأنها أن تساهم في تحول منطقة ما إلى بؤرة تلوث محتملة، بما في ذلك استخدام كميات مفرطة من المبيدات الحشرية أو تلك التي تحتوي على مواد شديدة السمية.

قد تؤدي بعض العوامل البيئية أيضا إلى إبطاء تكسير المبيدات الحشرية إلى مواد غير سامة، مثل درجات الحرارة الباردة أو انخفاض الكربون في التربة، بينما قد يتسبب هطول الأمطار الغزيرة أيضا في ارتفاع مستويات الصرف السطحي (فائض المطر الجاري).

لم تبحث الدراسة بشكل مباشر في التأثيرات على صحة الإنسان، لكن الباحثين قالوا إن تسرب المبيدات الحشرية إلى المياه المستخدمة للشرب يمكن أن يشكل خطرا، ودعوا إلى إجراء تحليل أكبر لتلوث الأنهار ومصبات الأنهار والبحيرات.

درس الباحثون 59 مبيدا للأعشاب و 21 مبيدا للحشرات و19 مبيدا للفطريات. واستعانوا بتقديرات معدلات استخدام مبيدات الآفات المستمدة من بيانات المسح الجيولوجي بالولايات المتحدة والمعلومات من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

أدخلوا هذه المعلومات في نموذج رياضي واستخدموه لتقدير بقايا المبيدات التي يحتمل أن تبقى في البيئة.

واعتُبرت المناطق عالية الخطورة إذا تم تقدير بقايا واحد على الأقل من مكونات مبيدات الآفات بما لا يقل عن 1000 مرة أكبر من التركيزات التي لن ينتج عنها أي تأثير.

وقالت تانغ: كلما ارتفعت درجة الخطر، زاد احتمال تعرض الأنواع غير المستهدفة للتأثير.

ووجد التقرير أن آسيا لديها أكبر مساحة من الأرض - 4.9 مليون كيلومتر مربع - معرضة لخطر كبير، حيث تمتلك الصين وحدها 2.9 مليون كيلومتر مربع من ذلك.

وقال الباحثون إن تقديرات التلوث المرتفع في روسيا وأوكرانيا وإسبانيا تعني أن ما يقرب من 62% من الأراضي الزراعية الأوروبية (2.3 مليون كيلومتر مربع) معرضة لخطر التلوث بمبيدات الآفات.

قسم الباحثون المخاطر من حيث نوع البيئة - التربة والمياه السطحية والمياه الجوفية والغلاف الجوي. ومن بينها، قالت تانغ إن المياه السطحية هي الأكثر عرضة للخطر لأن الصرف السطحي يمكن أن يلوث المجاري المائية.

دعت الدراسة إلى استراتيجية عالمية للانتقال نحو "الزراعة المستدامة والمعيشة المستدامة"، بما في ذلك الاستخدام المنخفض لمبيدات الآفات، والحد من فقد الأغذية وهدرها.

في عام 2019، دعت توقعات البيئة العالمية الصادرة عن الأمم المتحدة، إلى الحد من استخدام مبيدات الآفات، وقالت إن إنتاج الغذاء ليس فقط المحرك الرئيسي لفقدان التنوع البيولوجي، ولكنه أيضا ملوث رئيسي للهواء والمياه العذبة ومياه البحر، لا سيما عندما تعتمد الزراعة بشكل مفرط على مبيدات وأسمدة كيماوية.

المصدر: سبوتنيك