ما هي الأغذية الموصى بها للأطفال في السنوات الأولى من حياتهم؟

لبن الأم هو أفضل غذاء لنمو الرضّع ونمائهم بشكل صحي. وينبغي الاقتصار على تغذية الرضّع بلبن الأم في الأشهر الستة الأولى من حياتهم لضمان المستوى الأمثل من النمو والنماء والصحة لهم. وينبغي بعد الشهر السادس، إعطاؤهم أغذية تكميلية مناسبة ومأمونة والاستمرار في الوقت ذاته في إرضاعهم طبيعياً حتى بلوغهم عامين من العمر أو ما يزيد.

 

وينبغي أن تكون الأغذية التكميلية غنية بالعناصر المغذية وأن تُعطى بمقادير مناسبة. كما يجب أن يشرع المسؤولون عن رعاية الطفل، عند بلوغه الشهر السادس، في إعطائه أغذية بمقادير صغيرة وزيادة الكمية تدريجياً كلّما كبُر. كذلك ينبغي أن يتناول صغار الأطفال مجموعة متنوعة من الأغذية، بما في ذلك اللحم الأحمر أو لحم الدواجن أو السمك أو البيض، كلّما أمكن ذلك. ويمكن أن يأكل الرضّع أغذية معجونة ومهروسة أو نصف صلبة عند بلوغهم الشهر السادس من العمر. كما يمكن لمعظم الأطفال، اعتباراً من الشهر الثامن، تناول الأطعمة التي تؤكل باليد ويمكنهم، اعتباراً من الشهر الثاني عشر، أكل الأنواع نفسها من الأغذية التي يستهلكها باقي أفراد الأسرة. وينبغي أن يكون سمك قوام الأغذية مناسباً لعمر الطفل. ومن الضرورى إعطاء الأغذية التكميلية مرّتين إلى ثلاث مرّات في اليوم بين الشهر السادس والثامن، ثمّ ثلاث مرّات إلى أربع مرّات في اليوم بين الشهر التاسع والشهر الحادي عشر. ويجب، بين الشهر الثاني عشر والشهر الثالث والعشرين من العمر، إعطاء ثلاث وجبات إلى أربع وجبات يومياً. ويمكن أيضاً، حسب شهية الطفل، إعطاء وجبة تغذوية صغيرة، مرّة واحدة أو مرّتين، بين الوجبات الرئيسية.

 

ومن الأهمية فضلاً عن إعطاء أغذية مناسبة من حيث تنوعها ومقدارها وتواترها، أن يمارس المسؤولون عن رعاية الأطفال التغذية التي تلبي الاحتياجات، أي تغذية الرضّع بشكل مباشر وإعانة الأطفال الأكبر سناً عندما يأكلون بأنفسهم؛ والحرص على تغذيتهم ببطء وتأن، وتشجيعهم على الأكل دون إجبارهم على ذلك؛ وتجربة توليفات غذائية مختلفة عندما يرفضون الأكل. وتُعد أوقات التغذية فترات للتعلّم وإبداء مشاعر الحب- فهي أوقات مناسبة للمسؤولين عن رعايتهم للحديث إليهم والتواصل معهم عن طريق العينين.

 

وهذه التوصيات مبيّنة في الاستراتيجية العالمية لتغذية الرضّع وصغار الأطفال التي اشتركت في إعدادها منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في عام 2003.

 

وتمثّل تلك الاستراتيجية دليلاً تستهدي به البلدان لوضع سياسات وتنفيذ أنشطة تتناول الممارسات التغذوية والحالة الغذائية ونمو الرضّع والأطفال وصحتهم. وهي تستند إلى البيّانات التي أثبتت أنّ التغذية تؤدي دوراً أساسياً في الأشهر الأولى من حياة الرضيع وإلى أهمية الممارسات التغذوية المناسبة في ضمان مستوى أمثل من الصحة.

 

ويمكن أن يتسبّب سوء التغذية في فترة الطفولة المبكّرة في ظهور عوامل خطر تؤدي إلى اعتلال الصحة طوال العمر. ومن الانعكاسات التي تؤثّر في الطفل مدى الحياة نقص الأداء المدرسي أو تدني الإنتاجية أو اضطراب النمو الفكري والاجتماعي أو الإصابة بأمراض مزمنة.

 

المصدر: منظمة الصحة العالمية