ماذا تعرف عن بدائل اللحوم أو"اللحوم النباتية" ؟

فى شكل من أشكال الحفاظ على البيئة يحاول كثير من الناس التخلى عن اعتمادهم على اللحوم كمصدر غذائي رئيسي بسبب ما ينتج عنه من أضرار بيئية. فالميل السائد حالياً هو تعويض اللحوم ببدائل اللحوم أو ما يطلق عليها "اللحوم النباتية".

وفقاً لتقرير صادر عن "الصندوق العالمي للطبيعة" فإن التخلي عن المنتجات الحيوانية "طريقة سهلة ورخيصة نسبياً" لمعالجة تغيرات المناخ. لأن الثروة الحيوانية تولد كميات كبيرة من انبعاثات الغازات الدفيئة وتستهلك عشر احتياطات العالم من المياه العذبة وتساهم في إزالة الغابات في أمريكا الجنوبية.

وبفضل التقنيات الغذائية الجديدة أصبحت بدائل اللحوم مثل "بايوند ميت" و"إمبوسيبل برجر" متاحة. وتحتوي هذه البدائل على فول الصويا والفول والبازلاء. وهذه الأغذية، وهي على عكس البرجر النباتي الشائع حالياً يشبه طعمها اللحم الأصلي ولها رائحة ولون وحتى "دم" شبيه باللحوم، بفضل عصير الشمندر الأحمر الذي يوحي بأنه دم. وغالباً ما تكون هذه البدائل صحية أكثر من اللحوم الحيوانية العادية.

تباع منتجات "بايوند ميت" في آلاف المتاجر والمطاعم الأمريكية، ما شجع ماركات أخرى على الاستثمار في هذا المجال، مثل شركة "نيستله" التي قدمت كرات اللحم التقليدية "فريكاديله" خالية من اللحوم. فيما قدمت سلسلة مطاعم "برجر كنج" وجبات من منتجات "بيوند ميت" في الولايات المتحدة. أما مطاعم ماكدونالدز فتقوم حالياً بتجربة البرجر النباتي.

شجع هذا التحول المستثمرين على الاستثمار في هذا المجال. وعندما دخلت شركة "بايوند ميت" بورصة "وول ستريت" في أوائل شهر مايو/ ايار 2019 استطاعت أن تضاعف قيم أسهمها في اليوم الأول. وقال بروس فريدريش رئيس مؤسسة "جود فود" لوكالة فرانس برس إن "المستثمرين يرون فرصة تجارية كبيرة" في مجال اللحوم النباتية.

ولكن يقال إن نباتات فول الصويا الصناعية تساهم هي أيضاً في إزالة الغابات وعلى نطاق واسع، وكذلك زيوت النخيل التي يتم استخدامها في بعض بدائل اللحوم. وذكرت منظمة "فيرن" البلجيكية للمحافظة على البيئة أن هناك حاجة لأكثر من مليون كيلومتر مربع من الأراضي لزراعة فول الصويا. ويتم استخدام نسبة قليلة من الأراضي لبدائل اللحوم بينما يتم استخدام المساحات الواسعة لإنتاج أعلاف الحيوانات.

هناك أيضا مخاوف غذائية من بدائل اللحوم، إذ يمكن أن تحتوي شطيرة البرجر النباتي على نسبة دهون مضاعفة وسبعة أضعاف نسبة الصوديوم الموجودة في البرجر التقليدي. وتشعر مجموعات مهتمة بحماية البيئة بالقلق حيال "إمبوسيبيل برجر" الذي يحتوي على خمائر معدلة جينياً التي تعطي طعما مشابها للحوم. والاستهلاك المفرط لهذه المواد المعدلة وراثياً يمكن أن يسبب السرطان، أي نفس أعراض الاستهلاك المفرط للحوم.

ويذكر أن لجنة الزراعة في البرلمان الأوروبى  قررت مؤخرًا منع تسمية بدائل اللحوم النباتية بأسماء توحي بأنها لحوم، مثل البرجر أو النقانق أو شريحة لحم "ستيك". وهو ما يعني أن هذه المنتجات البديلة ستنزل إلى الأسواق بأسماء أخرى.

المصدر: DW